ثقة كافية كما كانت الحالة عند اليهود حيث انهم لم يعطوا الرسالة أهمية كافية فاذا بهم يراجعون فيها الأحبار ، والرهبان من دون ثقة كافية ، بل مع علمهم بالمخالفات التي يحكم العقل والفطرة بأنها تتنافى والقبول بهم ، لذلك يذكر القرآن هؤلاء بتلك المخالفات الدينية التي تسقط الأحبار والرهبان من صلاحية الاتباع والتقليد.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ)
ان أكل مال أحد بغير حق أبسط مخالفة يعرفها الجميع فطريا ودون حاجة الى معلومات دينية مسبقة ، والأعظم من ذلك انهم كانوا يصدون عن سبيل الله ، وسبيل الله هو كل خير ، مثل الدفاع عن المظلومين والمستضعفين وإعانة الفقراء والمساكين ، والعمل من أجل بناء الوطن ، وهكذا ... ان هؤلاء كانوا يصدون عن سبيل الله بدل العمل في هذا السبيل.
(وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ)
وأيضا تراهم يؤيدون التجار الذين يكنزون الذهب والفضة ، بل هم أيضا قد يصبحون تجارا من هذا النوع.
(وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ)
ومن يكون عند الله معذبا هل يمكن تقليده واتباع أوامره؟
[٣٥] اما عذاب الله الذي ينتظر هذا الفريق من الناس فهو : ان ربنا سبحانه سوف يحمي هذه النقود حتى تلتهب ، ثم يضعها على جوانبهم ليحرقوا بها.