وغالبا ما تكون هذه العناصر المتملقون الذين يشغلون المناصب الحاسمة في المجتمع ، فعن طريق تكليفهم بالواجبات الصعبة وعدم قيامهم بها يتم تعريتهم ومن ثم تصفيتهم. لذلك يعاتب الله رسوله على إعطاء هؤلاء إذنا بعدم الاشتراك في الجهاد حيث كان ذلك الاذن غطاء لعدم كشفهم على واقعهم أمام المجتمع.
(عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكاذِبِينَ)
[٤٤] ذلك لان المؤمنين لا يتركون الجهاد فيعرف المنافقون التاركون للجهاد تحت غطاء الاستئذان.
(لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ)
الذين يخشون الله لا يتركون الجهاد إلا بعذر حقيقي.
[٤٥] (إِنَّما يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتابَتْ قُلُوبُهُمْ)
ففي كثير من الأحيان يزعم الإنسان انه مؤمن بينما قلبه مرتاب يشك في الله واليوم الآخر.
والأعمال الصعبة كفيلة بكشف هذا الإنسان لنفسه وللآخرين ، والريب ينعكس في عدم القدرة على اتخاذ القرار الحاسم والتردد في الأمور.
(فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ)
أي يقلبون الأمور ويذهبون ويعودون.