كذلك لكانوا أول المبارزين ، ولكن الجهاد عمل شاق ولا يريدونه.
(لَوْ كانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قاصِداً لَاتَّبَعُوكَ وَلكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ)
القاصد هو السبيل الذي يقصد لقربه وسهولته. بينما الشقة هي المسافة البعيدة أو الوعرة التي من الصعب تجاوزها والسير فيها. يتعلل المنافقون على ذلك بأنهم لا يقدرون القيام بالاسفار البعيدة.
(وَسَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَوِ اسْتَطَعْنا لَخَرَجْنا مَعَكُمْ)
وهكذا كلّ كسول يزعم انه لا يقدر على القيام بأيّ شيء.
(يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ)
سبب كسلهم وتقاعسهم عن الجهاد. إذ ان الكسل عن العمل يفقد صاحبه قدراته ومهاراته ، كما يفقده فوائد العمل ومكاسب الجهد الخارجية.
(وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ)
وعلى البشر أن يسعى حتى لا يكون ممن يعلم الله كذبه ولا يكون ذلك إلّا بالإخلاص في العمل ، وزيادة الجهد والعمل قدر المستطاع.
تعرية الطبقات الفاسدة في المجتمع :
[٤٣] من فوائد الجهاد والأعمال الصعبة التي يكلف بها المؤمنون فرز العناصر الكسولة المتجمعة حول الرسالة طمعا في الجاه والمال. ذلك لان تواجد هؤلاء في مجتمع الرسالة يربك القيادة ، ويضعف المجتمع فلا تستطيع القيادة إعطاء أوامر حاسمة لعدم ايمانها بتنفيذها ، كما لا يستطيع المجتمع تنفيذ الخطط الطموحة ،