(إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنا أَمْرَنا مِنْ قَبْلُ)
أي كنّا عارفين بالعاقبة ، وقد اتخذنا الاحتياطات اللازمة لمواجهة الموقف وذلك بعدم الاشتراك في الجبهة.
(وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ)
لأنهم في زعمهم لم يخسروا شيئا.
وهكذا يعمل المؤمن ويجلس المنافق يراقب الموقف ليعلق على النتائج.
كيف نتصرف عند المصائب؟
[٥١] ولكن هل الخسائر التي تلحق الرساليين في ساحة المعركة كلها خسائر. أم انها أقدار كتبها الله عليهم لحكمة بالغة. فدماء الشهداء تكرس في المجتمع القيم الرسالية وإذا لم يقتل الشهداء فإنهم لا يخلدون في الحياة بل كانوا يموتون بسبب أو بآخر ولكن حين استشهدوا وأريقت دمائهم من أجل الرسالة جرت تلك الدماء الزكية في عروق الآخرين للتحول الى عزيمة راسخة وصلابة واستقامة.
وهكذا الخسائر المادية زكاة لأموال المسلمين ، والجهود المبذولة زكاة لابدانهم تطهرهم وتؤهلهم لمسؤولياتهم القيادية.
لذلك قال ربنا :
(قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللهُ لَنا)
فلا حزن مما كتب الله.