ثم ان الله الذي قدر علينا المصيبة هو صاحب النعمة التي سلبها فليس علينا ان نناقش ربنا فيما يكتبه ويقدره.
(هُوَ مَوْلانا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)
لذلك فهم لا ينهزمون نفسيا مما يقدر الله عليهم من الهزائم ، بل يعلمون ان الهزيمة خطوة الى الوراء ، وخطوتان الى الامام بإذن الله ، وبفضل التوكل عليه.
النصر أو الشهادة :
[٥٢] وأسوأ الاحتمالات عند المنافقين يعتبر عند المؤمنين أحسن الاحتمالات ، أ وليس الموت آخر ما يخشاه المنافقون ، ولكنه أفضل ما يتمناه المؤمنون أما النصر فهو أمل الجميع وقد يبلغه المؤمنون.
(قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ)
أما النصر أو الشهادة في سبيل الله.
(وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ)
وننتظر لكم واحدا من عذابين فاما العذاب في الدنيا بهزيمتكم ، وإما العذاب في الآخرة وذلك بالنصر الظاهر لكم في الدنيا وزيادة ذنوبكم وتحولها الى عقاب شديد في الآخرة.
(أَنْ يُصِيبَكُمُ اللهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ)
فالجميع ينتظر العاقبة ، والفارق ان الرساليين سير بحون الموقف أما الكفار والمنافقون فإنهم سوف يخسرونه لا محالة بإذن الله تعالى.