الغنية تقوم ظاهرا بدفع مبالغ لهذه الثورة أو تلك باسم خدمة الانسانية ، ولكنها تستغل جماهيرها وثروات بلدها لمصلحة شياطين الدنيا. ان على الثورات أن تتفهم دوافع النفقات التي يعطيها البعض وتتحذر من شرك الرشوة والفساد.
[٥٤] ويفصل القرآن دوافع المنافقين من الإنفاق والسبب الذي يرفض الله تقبل إنفاقهم من أجله.
(وَما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ)
فلم يطبقوا واجبات التسليم للسلطة الشرعية.
(وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسالى)
فلم يتجذر الايمان في نفوسهم وانما يصلّون للعادة أو للرّياء.
(وَلا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كارِهُونَ)
إنفاقهم انما هو بسبب خوفهم من السلطة أو محاولتهم شراءها فحتى لو كان الإنفاق طوعا فان دافعه ليس الايمان بل الخوف ، فهو مثل من يخاف من الاقامة في بلد فيبيع بيته ليهرب بنفسه فالبيع ظاهرة طوعية. إذ انه يقدم عليها بلا إجبار ويتوسل بالناس أن يشتروا منه بيته ويفرح لو وجد من يشتريه منه بأي ثمن ، ولكن مجمل العملية يكون بالإكراه لان الدافع الأساس للبيع هو الخوف.
وربما كان في الآية الاولى دلالة على ان الدولة الاسلامية تجبر المنافقين على دفع الضرائب وخلافها ، ولكن الله لا يثيبهم عليها.
لماذا أعداء الرسالة منعّمين؟
[٥٥] قد يستهوي ظاهر المنافقين طائفة من المؤمنين والرساليين فيفكرون في