كسبهم لاستقطاب امكاناتهم المادية لمصلحة الرسالة وبذلك يقدمون تنازلات لهذه الطائفة الفاسدة ، والقرآن يحذر من ذلك بشدة ويبين ان امكانات هذه الطائفة لا تنفع الرسالة لأنها متصلة بسلوك فاسد وضمائر فاسدة وهي بالتالي نتيجة وضع فاسد ، وإفراز لوضع فاسد فهي تضر ولا تنفع.
(فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ)
ان الثروة التي جمعت من الابتزاز والسرقة والاستغلال سحت وفساد وهي لا تصلح ان تكون في خدمة الرسالة كذلك الولد الناشئ في بيت الدلال والميوعة وبالتربية الفاسدة لا ينفع كسبه شيئا.
ولكن لماذا أعطاهم الله المال والولد؟
(إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا)
فالمال السحت والولد الفاسد ليس نعمة بل نقمة يعذب بها صاحبها.
(وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ)
فالغنى والشرف الاجتماعي يعطيان الفرد غرور العظمة ، فيكفر بالله ولا ينتبه لواقعه الضعيف البائس إلا بعد الموت.
[٥٦] والمنافقون ليسوا من المجتمع المسلم ، لأنهم لا يشاطرون الامة مصاعبها ومصائبها.
(وَيَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَما هُمْ مِنْكُمْ وَلكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ)
فمن شدة خوفهم تراهم يتظاهرون بانّهم منكم ، ولكنهم قوم يفرقون أي يخافون