الغنى سلّم الكفر :
[٧٥] تتجلى هذه الحالة النفاقية مرة اخرى عند ما ترى بعض الفقراء يتمنون الغنى ويزعمون انهم سوف يوفون بعهدهم مع الله ، ويتصدقون بفضل أموالهم ويعملون بها صالحا ، بيد انهم بعد الغنى يعملون العكس تماما ، لماذا؟
لان تظاهرهم بالايمان والهدى انما كان حين لم يتعرضوا للتجربة اما الآن فان حب المال وشح النفس وقضية العودة الى حالة الفقر تضغط عليهم باتجاه البخل وتغريهم بالفساد.
(وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ)
ان فضل الله ينبغي ان يدفع الفرد باتجاه الصدقة والصلاح لان الذي اعطى يقدر على ان يسلب العطاء ، ويعيد حالة الفقر. بيد ان ذوي النفوس الضعيفة والإرادات المهترئة تراهم يغترون بنعمة الله وفضله.
[٧٦] وقد يكون المنافق واحدا منا دون أن نشعر لأنه قد يستطيع الواحد ان يقاوم ضغط الفقر ، ولكنه ينهار أمام إغراء المال ، أو حتى يقاوم هذا الإغراء ولكنه ينهار أمام إغراء السلطة والجاه ، وهكذا على الإنسان أن يتزود بالايمان ويتسلح بالإرادة الصلبة والتوكل على الله حتى لا يصبح مثل الذين يقول عنهم القرآن :
(فَلَمَّا آتاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ)
أي انهم بالاضافة الى عدم وفائهم بالعهد السابق الذي الزموا أنفسهم به من الصدقة ، بالاضافة الى ذلك تجدهم يقاومون شريعة الله وأوامر الرسول.