السبب ان بعض الناس يكونون أشداء ضد من يحسبون انهم ضعفاء ، وضعفاء أمام الأقوياء.
ولهذا حينما كان المنافقون في أوضاع شاذة ، يلفهم الفقر والتخلف والعذاب ، ويتحكم في رقابهم حفنة من الشيبة باسم القبلية ، أو حفنة من التجار اليهود. حينذاك لم يفكروا في الثورة ، ولم يحاولوا إنقاذ أنفسهم من براثن السلطة الفاسدة ، لأنهم حينذاك كانوا مشغولين عن كل ذلك بملاحقة لقمة الخبز ومعالجة آثار الفقر والمرض. اما اليوم وقد أغناهم الله من فضله واراحهم من شغلهم (بمطاردة لقمة العيش ) جاؤوا ينافسون السلطة الرسالية التي أنقذتهم.
فهل جزاء الإحسان إلّا الإحسان ، هل جزاء الرسول الذي حرّرهم من جاهليتهم إلّا الشكر له ، والتسليم لسلطته المباركة أم جزاؤه النقمة عليه ، والتخريب ضده؟!
(فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللهُ عَذاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ)
وسوف يعودون في الدنيا الى سلطة الطغاة وما تعنيه هذه السلطة من فقر وعذاب ، أما في الآخرة فان الله الذي وفّر لهم الهداية سوف يأخذهم بأشد العذاب.
والجدير بالذكر : ان الطائفة من المنافقين الذين حسبوا إن دولة الإسلام ضعيفة وفكروا في مقاومتها سوف يتوبون حينما يكتشفون قوة النظام وصلابته ، وحينما يكتشفون انه لا أحد ينصرهم أو يدخل في حزبهم حينما يتعرضون للهجوم المضاد من قبل أنصار الرسالة.
(وَما لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ)