يضحكون قليلا ، ولكنهم يبكون بعدئذ كثيرا بسبب أعمالهم التي اكتسبوها.
وبعد عودة الرسول الى المدينة وانتهاء محنته الرسالية يحاول بعض المنافقين ، التقرب الى رسول الله ، ويستأذنون منه ليخرجوا معه الى الجهاد ولكن على الرسول ألّا يسمح لهم ثانية ولا يأخذهم معه الى القتال لأنهم رضوا بالقعود في أيام الشدة ، فعليهم أن يبقوا مع الفئة الضالة وهم المنافقون مفضوحين أمام الناس ومحرومين من العمل السياسي.
بينات من الآيات :
كلّ يرى الناس بعين طبعه :
[٧٩] كما الأعمى لا يفقه واقع النور ، فكيف يمشي على هداه البصير ، وكما الجاهل لا يحيط بواقع العلم فكيف يضيء درب السالكين ، وكذلك المنافق لا يصدق بواقع الايمان الذي يعمر قلوب الصادقين فكيف يدفعهم على القيام بالأعمال الكبيرة دون أن يريدوا جزاء أو شكورا.
ان المنافقين يفسرون أبدا أعمال الصالحين بمقاييسهم ، ويزعمون ان وراء كل عمل صالح مصلحة مادية عاجلة لا يظهرها صاحبه كما هم لا يفعلون الخير إلا رياء وطلبا للأجر العاجل ، لذلك تجدهم يعيبون على الذين يعملون وينفقون تطوعا لله وتصديقا بوعده دون أن يخالطهم رياء أو سمعة.
(الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ)
فيتهمون هذه الطائفة بالرياء. أما الطائفة الفقيرة من المؤمنين فترى هؤلاء المنافقين كيف يسخرون منهم لفقرهم ، وقلة عطائهم.
(وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ)