هاجمك العدو في أيام الحر أو البرد فهل تستطيع أن تقول له انتظر الى أيام الربيع أو الخريف. أم ان ذلك مجرد حلم؟! ان الذين يهربون من المشاكل سوف تتضاعف عليهم المصائب والويلات ، وعليهم أن ينتظروا أياما حالكة فيبكوا كثيرا بعد أن ضحكوا قليلا.
(فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ)
ان المؤمنين الصادقين يبادرون في أيام رخائهم وقدرتهم بالاعداد والعمل الجاد ليوم الشدّة ، وانهم مستعدون لخوض غمار المعركة في أشد الأيام لذلك فان أعداءهم يرهبون جانبهم وفي ظل القوة يستمرون في حياة آمنة كريمة.
الموقف الرسالي من المتخلفين :
[٨٣] وبعض المنافقين يحاولون العودة الى أحضان العالم الاسلامي لا ليكونوا مواطنين صالحين وصادقين ، بل ليستفيدوا من المكاسب بعد أن نصر الله عباده المجاهدين ، وليستغلوا نفوذهم المادي ، ويتسلطوا على رقاب المؤمنين ولكن باسم الدين هذه المرة كما فعلت بنو امية في التاريخ الاسلامي ، ولكن القرآن يحذر من ذلك وحكمته في ذلك قد تكون : ان أيام الشدة امتحنت النفوس المؤمنة فعلا وفرزتهم عن الجماعات الوصولية التي تميل مع القوة أينما مالت ، وتحاول أن تستفيد من كل وضع بما يتناسب وشعارات ذلك الوضع ، وأساسا فلسفة الجهاد في الإسلام هي إنقاذ الجماهير غير الواعية من شر هذه الجماعات الطفيلية النفعية ، لذلك يجب أن تكون القيادة الرسالية حذرة جدا فلا تسمح لهؤلاء بالعودة الى الساحة السياسية أبدا.
(فَإِنْ رَجَعَكَ اللهُ إِلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَلَنْ تُقاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخالِفِينَ)