يعني وجود دعم غيبي للمؤمنين ان هذا الدعم يغنيهم عن العمل الجاد كلا .. بل يعني العكس وهو ضرورة العمل الجدي حتى تحقيق الهدف بالاعتماد على الدعم السماوي.
(وَما جَعَلَهُ اللهُ إِلَّا بُشْرى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ)
اما النصر فهو من عند الله يقضيه لمن تتوفر فيه شرائط النصر وعوامله ومنها بالطبع ارادة النصر ، والعمل من أجله ، وتذويب الانانيات من اجله. ذلك لان ربنا الى جانب قوته وقهره فهو حكيم لا يهب النصر لمن لا يستحقه.
(وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
[١١] والملائكة احدى وسائل النصر وهناك وسائل اخرى يوفرها ربنا إذا شاء ، مثلا في حرب بدر كانت الاعصاب متوترة ، والنفوس ملتهبة هلعا والأجسام تثقل بالاوساخ ، فبّرد الايمان والتوكل أفئدة المسلمين ، حتى مالت الى الراحة والنعاس فاستراحت الاعصاب ، واستعدت لمعركة حاسمة في اليوم التالي ..
(إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ)
حين يتوكل العبد على ربه يستريح في ظلال الثقة به وبتقديره فلا يحرق أعصابه بل يعيش في كنف أمان ربه.
والمؤمنون حقا هم الذين يزدادون ايمانا في ساعة العسرة لان تلك الساعات تكشف جوهر البشر وطبيعته الكامنة.
(وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ)
ذلك لان كثيرا من الجراثيم التي يتلوث بها الجو وتنقل عبر الهواء والماء من