والصلاة والدعاء لمثل هؤلاء قد تعطي شرعية للكفر والفسق داخل المجتمع الاسلامي مما يعرض أساس هذا المجتمع لخطر كبير. ان وجود مثل هؤلاء داخل المجتمع قضية قد تفرضها واقعيات الحياة ، ولكن علينا الّا نساوي بينهم وبين المؤمنين الصالحين.
لا شرعية للعدة والعدد :
[٨٥] قد يستهوي القائد الاسلامي الذي يستهدف تجميع القوى داخل مجتمعة ، وتعبئة الطاقات من أجل بناء دولة الإسلام بعض المنافقين بما يملكونه من ثروة عريضة ومن مؤيدين ، ولكن القرآن الحكيم يحذّر من ذلك ويعطينا رؤية واضحة تجاه المال والأولاد (العدد والعدة ) هي ان كل ما في الحياة وسيلة الإنسان وأداته لتحقيق قيمه واهدافه فان كانت اهدافه وقيمه صالحة فأن الوسيلة سوف تصبح صالحة ونافعة والّا فهي وبال عليه.
(وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الدُّنْيا)
فالمال والولد ، وبتعبير أخر : العدة والعدد إذا لم يكونا وسيلتي خير وصلاح فهما عذاب وخبال ليس لصاحبهما فقط بل وأيضا لمن يتقرب اليه بسببهما ، فالذي يعجبه مال الأغنياء أو أولاد وأنصار الأقوياء ولا ينظر الى أعمالهم واهدافهم. فسوف يجر الى نفسه الويلات لأنه سوف يخضع لهم وسيرضيهم ويتنازل عن قيمه من أجلهم ، وإذا كان الحاكم الاسلامي هكذا وأراد مثلا استرضاء الاثرياء والأقوياء فعلى حساب من سيكون هذا الاسترضاء. أو ليس على حساب الفقراء والمستضعفين ، أو ليس يستدرجه الأغنياء والأقوياء الى التحيز لهم واعطائهم امتيازات غير قانونية؟! وبالتالي يجر المجتمع الى ذات العذاب الذي تورط فيه الأغنياء والأقوياء غير المؤمنين منهم بسبب المال والأنصار من غرور وفساد بسبب