الصفيق ولكن هيهات.
(يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللهُ مِنْ أَخْبارِكُمْ)
فماضيكم الذي عرفناه عن طريق الوحي مباشرة ، أو بصورة بصائر ورؤي زودنا الوحي بها ، فاستطعنا عن طريقها ـ كشف المنافقين وطبيعة تحركاتهم ـ كل ذلك الماضي دليل كذبكم ودجلكم ، كما ان المستقبل هو الآخر دليل. كذبكم في الاعتذار فمن يتوب بصدق الى الله يصلح اعماله في المستقبل اما أنتم فلستم تائبين حقا.
(وَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ)
فيعلم الماضي والمستقبل ويعلم خفيات القلوب ، وخلجات الصدور ، وبالتالي يعلم ما وراء كل عمل من نية حسنة أو سيئة كما يعلم بالأعمال الظاهرة ، وهكذا لا تقدرون على تبرير أعمالكم الفاسدة والاعتذار منها ببعض الكلمات الفارغة ..
(فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
الرؤية الرسالية
وهذه الآية تدل على ان المؤمنين الصادقين يتسلحون برؤية رسالية تمكنهم من كشف طبيعة المنافقين ، ومن مظاهر هذه الرؤية النظر الى الفرد من خلال تاريخه الماضي ، واعمال المستقبلية ، دون الاكتفاء فقط بأقواله وتبريراته.
وبما ان المنافق مجتث الجذور ، متلون حسب المتغيرات ، وانه لا يريد الاستمرار في خطه مستقبلا لذلك فهو يتستر تحت ستار كثيف من الكلمات الفارغة والأقوال