فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
الصف المقابل للمؤمنين :
[١٠١] لكي نعرف مدى تحلق السابقين في سماء الإنسانية والخروج عن جاذبية الشهوات والضغوط لا بد ان نلقي نظرة الى الطرف الاخر من الصورة لنرى المنافقين كيف هبطوا الى حضيض الميوعة.
(وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ)
فليس لأنهم من أهل المدينة أو من أهل مكة يمكن التغاضي عن ذنوبهم.
(لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلى عَذابٍ عَظِيمٍ)
فعلم الله تعالى كاف لعذابهم ، فاذا اختفى المنافق عن انظار الناس وعن نظر القيادة فلا يغنيه ذلك شيئا لان الله سبحانه قد احصى اعماله وهو الذي سوف يجازيهم فيعذبهم مرتين. مرة قبل انكشافهم وذلك بالعذاب الروحي ، ومرة بعده بالعذاب المادي ، وكذلك سوف يعذبهم بعد الموت عذابا عظيما.
ضعاف الايمان
[١٠٢] وهناك فئة وسيطة يعترفون بذنوبهم وبذلك فهم أقرب درجة الى الايمان حيث ان له مرحلتين : فهم الحقيقة وتطبيقها ، وإذا عرف البشر الحقيقة فربما لا يعمل بها اليوم ولكنه يعمل بها حين يمتلك قوة وارادة كافية وهؤلاء.
(وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
الله يعاملهم مثلما هم يعاملون القيم ، ولكن رحمة الله أوسع من ذنوبهم.