نقرأ في آي السورة ، عن جدل الكفار حول القرآن ، وكيف يفنده الذكر ، ولعلّ ذلك ، كجزء من التحدي الذي أمر به القرآن في هذه السورة (١٥).
ولكي يتم عند النفس حالة التحدي في مواجهة الطغاة والقوى الطبيعية ، لا بد ان يستهين المؤمن بالشركاء ، الذين لا يضرون ولا ينفعون (١٨) وتأخير العذاب عنهم ليس الا لكلمة سبقت من الرّب (١٩) والغيب عند الله (٢٠) والله أسرع مكرا ورسله يكتبون ما يمكر المجرمون (٢١).
وبعد ان يذكر القرآن الناس مرة اخرى بحالتهم عند إماطة الخطر ، وكيف انهم ينسون المشركين (٢٢) يضرب مثل الحياة الدنيا ، والمثل مقتبس من دورة حياتية ، يميز بها النيات (٢٤) والسلام عند الله ، وهو الذي يهدي الى الصراط المستقيم (٢٥) وسلام الله انما هو للذين أحسنوا ، اما المجرمون فلهم النار (٢٦).
وهكذا يأمرنا بالكفر بالشركاء ، لأنهم يتبرءون من اتباعهم ، وعند الله الجزاء (٢٨) ويستمر السياق القرآني في بيان حقيقة الشركاء وانهم تافهون وان اتباعهم ليس الا اتباعا للظن (٣٦) ويعود الى بيان : ان القرآن لا ريب فيه وان جهلهم به هو الذي دعاهم الى التكذيب به (٤٠) ويأمرنا بتحدي المشركين والبراءة منهم ويبين ضلالة الذين يكفرون بالقرآن ، وانهم هم عمي وان عماهم وصممهم منهم لان الله لا يظلمهم (٤٤).
ثم يعود ويبين ان الله هو الذي يملك الضر والنفع فلا بد ان نتوكل عليه ، ونترك الشركاء (٥٢) ويؤكد أن القرآن وما فيه حق ، وان الجزاء واقع ، وان وعد الله حق ، وان الله يحي ويميت وان القرآن موعظة وشفاء (٥٨).
كل ذلك يثبت فؤاد المؤمنين تمهيدا للبراءة من الشركاء.