بهدف وضمن خطة حكيمة ، ولم يخلق شيء عبثا ، وأن القرآن يفصل الحديث ، ويوضحه تفصيليا لقوم يعلمون.
وتتجلى مرة أخرى في اختلاف الليل والنهار ، وكيف نجد كل شيء في الليل والنهار وضع موضعه ، ولتحقيق هدف خاص به.
بينات من الآيات :
الربوبية صفة ذاتية :
[٣] الله هو الرب العظيم ، والربوبية ليست صفة اعتبارية طارئة على ربنا سبحانه ، بل هي صفة ذاتية تتجلى في الحاجة الدائمة للكون اليه ، إنه خلق السماوات والأرض في ستة أيام ، وهكذا أركز فيها الحاجة الماسة الى تقديره وقيمومته ، ذلك لأنه أعطاها في كل يوم شيئا جديدا في الخلق ، وبعدئذ لم يتركها لشأنها ، بل استوى على عرش القدرة مهيمنا على أمور الحياة ، مدبرا لها بلا منازع ولا شريك ، الّا من يأذن له وبقدر القدرة المخولة له.
(إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ)
فأمور الخلق بيده المقتدرة يدبرها بها ، ويخطّط لكل مرحلة من مراحلها ، ويجري خطته سبحانه ، أما الخلق فهم مخولون للقيام ببعض التدبير في حدود سماحة لهم بذلك ، ولأمد معدود.
فالبشر مثلا قد زوّده الله بالإرادة ، وسخّر له الأشياء ، وخوله بعضا من سلطاته سبحانه ، وسمح له بالاستفادة منها ، دون أن يفقد هو شيئا من سلطاته الذاتية.
(ما مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ)