فليس له شفيع أو منافس أو منازع لقدرته ، بل قد يكون غيره قادر ضمن قدرته وفي مجرى قدرته تعالى ، وبعد اذنه سبحانه.
(ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ)
ذلك لأن قليلا من التذكر والعودة الى المقاييس العقلية يكفينا معرفة بأن الرب الحقيقي هو الله ، وليست السلطات الجائرة التي تفرض نفسها على الشعوب بالقوة.
[٤] ومن مظاهر ربوبيته وآياته الواضحة : أن الله سبحانه هو مرجعنا الأخير ، وغدا سوف نجد أنفسنا أمامه ليحاسبنا حسابا دقيقا.
(إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ بِالْقِسْطِ)
أي بالدقة دون أن ينقصهم من عملهم شيئا.
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ)
من أهداف الخلق :
[٥] ومن آيات تدبير الله للكون ، وهيمنته المطلقة عليه ، ذلك التقدير الحكيم ، الذي نجده في كل أرجاء العالم الرحيب ، ألا تجد الشمس كيف جعلها الله سبحانه ضياء؟ وضياؤها بقدر محدد صيفا وشتاء ، ضحى وظهرا ، لو زادت اشعاعاتها لاحترقت الأرض ، ولو نقصت لتجمدت بردا وماتت الحياة فيها؟ والقمر بدوره يسيل منه ذلك النور الهادىء ، وهو يتحول عبر منازل ، ابتداء من المحاق ، فالهلال ثم البدر ، ثم يتناقص حتى يعرف كل واحد من الناس ان الزمن يمر عنه ، وأن عليه أن ينظّم أوقاته ويعمل بجد ليوم حاجته ، إنك تجد كل يوم يشبه اليوم