ثم تكرار ذات الاسطوانة ، أعمل لتأكل ، وكل لتنام ، ونم لتعمل غدا .. وهكذا!!
[٨] لأن هؤلاء الناس اطمأنوا بالدنيا ، فأن الدنيا سلّمتهم الى النار ، لأن الذي يحسب الدنيا نهاية مطافه ، يجترح السيئات ويكتسب شرا ، وذلك الشر يتحول في القيامة الى عذاب اليم.
(أُولئِكَ مَأْواهُمُ النَّارُ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ)
فاكتسابهم الشر هو الذي سبّب لهم النار ، ولكن هذا الكسب كان بسبب سوء عقائدهم ..
النموذج المعاكس :
[٩] وفي مقابل هذا الفريق نجد الذين آمنوا بالله وباليوم الآخر ، فأصبح ايمانهم هذا سببا لتطلعهم الأسمى نحو مرضاة الله ، فكانت حياتهم ذات مغزى وهدف ، فلم يأكلوا ليعملوا ، ثم ليأكلوا ثم ليعملوا وهكذا بل أكلوا للعمل وعملوا لله ، وليس للأكل المجرد ، وهكذا عملوا الصالحات ، فلم يعملوا لكي يصلوا الى الشهوات العاجلة ، بل فقط العمل الصالح ذا النهج السليم الذي لم يضر بهم.
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ)
إن انتزاع واقع الهدفية من الحياة ، كما فعل الكفار يخرب المعادلة في فهم اهداف الكون ، ويحدث الحلقة المفقودة التي تجعل فهمنا لسائر القضايا فهما محدودا ، بل ناقصا ، بل متناقضا ، ما هذه الدنيا ولماذا خلق فيها الشقاء والعذاب؟ ولماذا أعطي الجبابرة والطغاة فرصة الاعتداء على الناس وهل الموت تلك النهاية الباردة لحرارة الحياة؟
وهذا ما يجعلنا نرى ظواهر الكون بعين واحدة ، ومن بعد واحد ، وحين يؤمن