انهم يملكون السمع والالسنة ولكنهم لا ينتفعون بهما في الخير ، فهم شر عملا وأضل سبيلا من الدابة التي لم ينعم عليها البارئ بالسمع واللسان.
[٢٣] حين تكون الفطرة البشرية سليمة تنفعها دعوة الحق ، لأنها كماء المطر يهبط على أرض صالحة مباركة. أما إذا مسخت الفطرة ، وحجبت الشهوات والأحقاد وهج البصيرة فان الدعوة ليست لا تنفع فقط ، بل تزيد الفرد كفرا وجحودا.
لذلك يقول ربنا سبحانه :
(وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ)
الخير هو ذلك الاستعداد الفطري الذي وهبه الله للبشر حين زوّده بالسمع والبصر والفؤاد ، وألهمه فجوره وتقواه ولكن لم يبق في هؤلاء الذين غدوا أضل من الدواب ذلك الخير بسوء أعمالهم. لذلك لا يسمعهم الله ، ولا يوفر لهم فرص الهداية. إذ انه لو أسمعهم الآن وفي وقت افتقادهم حالة الاستعداد للاستجابة إذا لتولوا عن الرسالة ظاهرا وباطنا.
(وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ)
رسالة الله دعوة الى الحياة :
[٢٤] ما هي الحياة التي نعشقها ونسعى وراء استمرارها أو ليست هي القدرة والنشاط وتسخير الطبيعة فلما ذا ـ إذا ـ نختار الموت في بعض الأحيان على الحياة .. نختار الضلالة على الهداية ، والجهل على العلم ، والتخلف والكسل على التقدم والعمل .. أو ليست الهداية والعلم يجعلانا نحيط بالأشياء ونسخرها .. أو ليس العمل والحركة أبرز مظاهر الحياة وفوائدها؟!