ذلك ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم ، يبلّغهم دار السلامة والأمن في الدنيا ، وفي الآخرة حيث يضمن للذين أحسنوا الفكر والعمل الحياة الحسنى وزيادة على فعلهم الحسن ، تلك الزيادة قد تكون في غناهم الروحي والمادي ، وأنهم أصحاب الجنة هم فيها خالدون.
بينما الذين عملوا السيئات يجازيهم الله بمثل ما فعلوا ، وتحلق بهم الذلة ، ولا يستطيع شيء أن يمنع عنهم عذاب الله ، ووجوههم مسودة كأنما قد أحاط بها الظلام ، وهم أصحاب النار فيها خالدون.
بينات من الآيات :
وحدانية الخلق والتدبير :
[٢٤] الذي خلق الطبيعة خلق الإنسان ، والذي يقلب ظواهر الطبيعة من حال لحال ، هو الذي يقلب حياة البشر ، ولو تفكر الإنسان في خلق الطبيعة لعرف الكثير من خلق البشر.
والمنهج القرآني الفريد يذكرنا بهذه الحقيقة من خلال الأمثال التي يضربها من واقع الطبيعة ويطبقها على واقع الإنسان ، فمثل حياتك في الدنيا وما فيها من طفولة وشباب وكهولة ، انما هو مثل الأرض شتاء وربيعا ثم خريفا فصيفا.
انك ترى الأرض هامدة فينزل الله عليها ماء من السماء ، ويكون الماء عاملا مساعدا لتفاعل ذرّات الأرض مع بعضها ، فالأملاح تدخل في قلب البذرة الحية ، فتنمو هذه الاخيرة وتصبح فاكهة لذيذة يتمتع بها الناس ، وعشبا غنيا يأكله الانعام ، وتفترش الأرض بساطا مزروعا فيه منافع الأرض وزينتها ، ويتصور الناس ان هذه الحالة دائمة لهم وأنه المسيطرون على خيرات الأرض ، ولكن سرعان ما يعصف