بالزرع أمر الله في صورة عاصفة ثلجية فتصبح الأرض بلقعا ، وكأنه لم يكن عليها شيء قائم بالأمس.
وهكذا حياتك تبدء بالنشاط والزهو ، ويبارك الله فيها بالغنى والقدرة حتى تغتر بنفسك ، وتزعم أنك قادر على ما تشاء ، فاذا بك تحاصر من حولك بالمرض ، والعجز والفقر ، ولا تقدر على شيء ، إن علينا ان نتفكر مليّا في آيات الله في الحياة.
(إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ)
أي اختلط بسبب الماء نبات الأرض ببعضه ، وأنتج ما يأكله الناس وما يستفيد منه الأنعام.
(حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ)
يبدو أن الزخرف هي منافع الأرض ، وتزيين الأرض مباهجها الظاهرة.
(وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
فالآيات الالهية سواء تلك التي يراها الإنسان على شاشة الطبيعة ، أو التي يسمعها من فم الرسالة ، انها واضحة المعالم لمن تفكّر فيها واعتبر بها.
إلى دار السلام :
[٢٥] وهكذا الحياة تتقلب حتى تبلغ نهايتها الصاعقة ، والله يدعو عباده الى دار السلام التي تصونهم من العواقب الوخيمة ، وذلك عن طريق هدايتهم الى صراط مستقيم يصلون عبره الى أهدافهم الصالحة.