(وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)
[٢٦] كيف يكون عند الله دار السلام التي يدعوا إليها ربنا عبر صراط مستقيم؟
إن دار السلام تعني في الدنيا تلك المناهج الالهية للأعمال الحسنة ، والتي تؤدي الى الحياة الحسنى.
(لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ)
الله يضاعف لمن يفعل الحسنات ، لأن ربنا سبقت رحمته غضبه ، وهو أرحم الراحمين قبل أن يكون شديد العقاب ، ومن مظاهر الحياة الحسنى أن ظلام الشهوات والأهواء لا يحجب عقولهم ، وأن ذلّة السيئات لا تحيط بشخصياتهم ، فرؤيتهم واضحة ، ونفوسهم عزيزة.
(وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ)
أي لا يلحق وجوههم غبار ولا صغار.
(أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ)
والشهوات في الدنيا ظلام في الآخرة ، كما أن الغرور والاستكبار ذلّة وصغار في الآخرة ، ولذلك جاء في الحديث المروي عن رسول الله :
«ما من عين ترقرقت بمائها الّا حرم الله ذلك الجسد على النار ، فان فاضت من خشية الله لم يرهق ذلك الوجه قتر ولا ذلة» (١)
__________________
(١) مجمع البيان ج ٥ / ١٠٤