الصلاح من الله :
[٣٥] والله يعطي كل شيء خلقه ويهديه الى ما فيه صلاحه ، إنك تجد النملة كيف تفتش عن رزقها حتى تلتقطه وتحافظ عليه من الصيف للشتاء ، وتبني بيتها بطريقة هندسية غريبة ، وكما النملة تفعل النحلة ببيتها ، وتفتش عن رحيق الزهور ، وتنظم نفسها في خلاياها بأفضل تنظيم ، ثم تصنع عسلا وتحافظ عليه لرزقها أيام السنة ، فمن الذي أوحى إليها بذلك وهداها لصلاحها غير الله؟
وكما النمل والنحل فكذلك سائر الأحياء ، والنباتات تنشط باتجاه مصالحها في سبل متعددة وبأساليب شتى ، أو ليس الله الذي هداها الى ذلك ، كما هدى الإنسان طبيعيا وحضاريا؟!
(قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِ)
فهو الذي خلق البشر والطبيعة وفق الأنظمة الفطرية ، وهو الذي علم الإنسان كيف يستفيد من الطبيعة وفق تلك الأنظمة دون أن يصطدم بها.
(أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى)
الشركاء لا يهتدون الّا إذا هداهم الله ، فهذا الطاغوت الذي يعبد من دون الله لو سلب الله منه هداه ، وسلب منه عقله وعلمه ، أو لا يصبح مجنونا يطرده أهله؟! وهذا الثري الموغل في الفخر والغرور ، لو سلب الله منه عقله وعلمه ، أو لا يصبح مثارا للسخرية؟! وهذا الصنم الحجري الذي يعبده الجاهلون هل يهدي أحدا؟!
(فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)
ولماذا تقيسون الشركاء بربّ العالمين؟ ويبدو لي أن الآية الكريمة تشير الى أولئك