ذاته ، وأنه مهما كانت قوة الصوت فانه لا يسمع!!
(وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَ فَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كانُوا لا يَعْقِلُونَ)
فالأصم لا يستجيب عقله لحديث ، لأن سمعه مسدود ، وهؤلاء لا ينتفعون بسمعهم ولا يعقلون ما يدخل سمعهم من أحاديث ، والسمع أرفع جهاز إدراك عند البشر ، باعتباره الأداة الأوسع انتشارا والأكثر فائدة في نقل التجارب والخبرات من جيل لآخر ، وبالتالي فهو الواسطة الفضلى للحضارة البشرية ، التي هي تراكمات الخبرات عبر العصور المتمادية ، وربما لذلك عقّب القرآن على الصمم بعدم العقل.
[٤٣] وكذلك هناك بعض من لم يعرف هذه الحقيقة ، أن الهداية هي أولى مسئوليّات البشر ، وإنّ من لا يعمل من أجلها لا يبلغها أبدا.
(وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ)
وكأن الرسول هو المسؤول عن هدايته وعن توجيهه.
(أَ فَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ)
فالأعمى لا يرى ، لا لأن الضوء قليل ، بل لأن جهاز الاستقبال معطب ، والتحرك يجب أن يكون ابتداء من الفرد نفسه.
[٤٤] ولا يجوز ان يزعم الإنسان أن الله هو الذي سلب الفرد سمعه وبصره ، بل الإنسان هو نفسه الذي لا ينتفع بسمعه وبصره.
(إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)
فالناس هم الذين لا يستفيدون من أدوات التوجيه عندهم ، وربما عبّر القرآن