بكلمة الناس لسبب هو أن بعض الناس يضلّل بعضهم بعضا ، وأنهم مسئولون عن هداية بعضهم ، كما أن التعبير القرآني في السمع جاء بصفة جماعية ، بينما جاء عند التعبير عن البصر بصفة فردية ، ربما لأن السمع عملية حضارية يكلف بها الناس جميعا ، بينما البصر يغلب عليه الجانب الفردي.
[٤٥] للإنسان الجاهلي غلطتان كبيرتان.
الغلطة الاولى :
عدم فهم طبيعة الجزاء وأنه ليس من الضروري أن يكون بعد العمل مباشرة. الجزاء يأتي وكل آت قريب لذلك لا يجوز للإنسان من أن يكفر بالجزاء لأنه قد تأخر قليلا عنه ثم الجزاء الموعود في القرآن ليس جزاء بسيطا لأنه يتسم بصفتين أساسيتين :
الاولى : أنه جزاء خالد.
الثاني : أنه لا يمكن للإنسان أن يهرب منه أو يطلب الاذن من ربه في العودة الى الدنيا لتجربة إرادته مرة اخرى.
وبالقياس الى الخلود الذي يتسم به الجزاء الالهي على الأعمال فإن الفترة التي يقضيها الإنسان في الدنيا بسيطة وبسيطة جدا.
(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنَ النَّهارِ)
الفترة التي كانوا خلالها في الدنيا تعتبر بالقياس الى زمن الآخرة ساعة واحدة ويكفيك للقياس أن تعلم بأنك قصارى ما تعيش في الدنيا سبعين عاما أو ثمانين أو أكثر أو أقل بينما تعيش في يوم القيامة في يوم واحد فقط خمسين ألف عام. هل بإمكانك أن تقيس هذه الفترة المحدودة بذلك الزمن الممتد إلا أن تقول أن هذه ساعة من ذاك.