متى العذاب؟ ولماذا لم يأت الدمار الموعود؟!
[٤٩] وهذا السؤال يكشف عن خطأين أساسيين عند البشر :
الخطأ الأول : أن الناس يزعمون أن مبلّغ الرسالة هو الذي ينزل العذاب ، وبالتالي يحدد موعده ، بينما الله هو الذي يحدد موعد العذاب لا الرسول ، أما الرسول فلا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ، ولهذا فهو لا يدعي أنه الذي يبعث العذاب.
أما الخطأ الثاني : أن الإنسان يحسب أن العقاب يجب أن يكون مباشرة وراء العمل وكأنه النار والحرارة ، ولا يعرف أن العمل السيء في المجتمع مثل الميكروب في الجسد يتكاثر وينتشر ، ثم تظهر عوارضه فتحيط بالجسد وقد تقضي عليه ، وأن بين العمل السيء والجزاء فترة معلومة عند الله ، إذا انقضت فسوف لا تمدد ، وبالتالي لا يزيد ولا ينقص.
(قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلا نَفْعاً إِلَّا ما شاءَ اللهُ)
فاذا شاء الله أعطى بقدر ما تقتضيه حكمته ، أعطى في صلاحية العمل وقدرته ضرا أو نفعا.
(لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ)
سنن الحق في الحياة :
ان الحياة قائمة على موازين حق لا تتبدل بأهواء الناس ، فهناك عوامل السقوط وعوامل النهوض ، وهناك آثار ايجابية للإخلاص والتضحية ، والنشاط والوحدة ، ونظافة القلب والجسد ، وسلامة العمل وإتقانه ، كما ان هناك آثارا سلبية للغل ، والاستئثار ، والكسل والتفرقة ، والعقد النفسية ، والأوساخ المادية ، فإذا تفاعلت