أي ما تقرأ من القرآن ـ حول ذلك الشأن ـ هذا عن الرسول والمؤمن الذي يتبع في شؤونه هدى القرآن ، أما بالنسبة الى غيره فما يتلوه هو أفكاره النابعة من اهوائه ، والله سبحانه شاهد عليها كما هو شاهد على شأنه وعمله.
(وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ)
تحوّل الخطاب الى الجماعة بعد أن كان فرديا ، والسبب قد يكون أن لكل إنسان شأنه وفكره ، ولكن العمل عادة ما يكون جماعيا يقوم به أولا أقل يرضى به مجموعة من الناس فيشتركون في مسئوليته ، ولو بقدر الرضا عنه وعدم ردع عامله.
(إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ)
أي حين تخوضون فيه وكأنكم منفلتون عن القيود ، أحرار في التصرف لكم مطلق القرار في العمل ، بينما الواقع غير ذلك وهو أنكم محدودون في أطار شهادة الله عليكم ، لذلك اتبعوا هدى الله.
(وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ)
إن كل شيء له وزنه الخفيف أو الثقيل ، ابتداء من وزن الذرة الصغيرة وحتى وزن المجرّة الكبيرة ، انها جميعا محسوبة عند الله ، ومسجّلة في كتاب واضح لا تختلط أوراقه ، أو تضيع معلوماته ، من هنا ينبغي أن يتصرف البشر بعقل وبحذر ، يضع كل شيء موضعه المناسب ولا يرفع قدما ولا يضع خطوة ولا يتحرك قليلا أو كثيرا ، الّا وفق برنامج معد سلفا ، مطابق للوحي ، حتى لا تسجل ضده نقطة في كتاب الله ، وفي الدرس القادم يبيّن القرآن كيف يتجنب الفرد هذه المشكلة ، مشكلة الاسترسال في الحياة.