بذات المحتوى.
بينات من الآيات :
خط الرسالة :
[٧٤] رسالات الله تشكل خطا مستمرا عبر العصور ، كما ان الجاهلية التي تقف أمام الرسالات تشكل خطا ثابتا في جوهره ، وعلينا البحث عن خط الرسالات الذي يجسد اليوم واقع الرسالات السابقة بجوهرها فننتمي اليه.
(ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ)
كما الرسالات خط ، فالجاهلية خط مستمر معها ، فان قوم نوح كذّبوا رسالته ، وكذّب قوم إبراهيم برسالته لماذا؟
لاشتراكهم جميعا في دوافع التكذيب ومنها الاعتداء الذي هو تجاوز الحقوق ، والإسراف في النعم ، والذي جاءت رسالات الله من أجل إنقاذ البشر منه ، وكما جاء في آية قرآنية أخرى حيث قال سبحانه : (لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ* وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) (٢٥ / الحديد ).
فاقامة القسط والعدالة في الأرض هدف الرسالات الالهية ، كما أن منع الإسراف في الشهوات وتوجيه الغرائز ، وبالتالي مقاومة ما يسمى بالظلم الذاتي هدف آخر للرسالات ، وطبيعي في هذه الحالة أن يقف المعتدون الظالمون للناس أو لأنفسهم أمام الرسالة ، ذلك لأن الظلم ظلمان فظلم في القلب ، وظلم في السلوك السيء ينعكس سلبيا على النفس ، ويحجب عنها نور العقل.
(كَذلِكَ نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ)