بالفوضى ، والإصلاح بتعكير صفو الأمن ، والمطالبة بالحرية والمساواة بالهرطقة والتمرد على القيم هكذا.
فعلى الناس أن يتسلحوا بالوعي الكافي للتمييز بين الأقوال التي ينطق بها أصحاب الرسالة ، أو أنصار الطاغوت ، ولا يرفضوا الرسالة بالتأثر بالشبهات التي تثيرها أجهزة الطغاة ضدها ، وهذا من عبر القصص القرآنية حول الرسل.
الرد الرسالي :
[٧٧] وكما كانت شبهة الطغاة حول الرسالة متناسبة مع بساطة الجماهير ، فان رد هذه الشبهة من طرف الرسل كان بلغة مفهومة لدى الجماهير الساذجة أيضا ، مما كشف زيف الشبهة لهم.
(قالَ مُوسى أَ تَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَكُمْ أَ سِحْرٌ هذا)
فلقد نفى موسى أن يكون كلامه سحرا ، وأوضح أنه حق ، والحق واضح المعالم بعيدا عمن ينطق به ، فاذا جاءكم الحق سواء عن طريقي أو بطريق آخر ، لا بد لكم أن تقبلوه وتطيعوه ، وربما تشير الآية الى أن الحق هذا كان مقبولا عندهم إذا بقي بعيدا عنهم ، فكل الناس حتى الطغاة منهم يتفوهون بالحق ويعتقدون به ، بل يطالبون الآخرين بتحقيقه ، فمن الذي لا ينطق بالعدالة ولا يطالب بالتقدم والتطوير؟!
ولكن إذا جاءه الحق وعارض مصالحه ، رفضه ونسبه الى السحر ، بينما الحق نفسه لما كان عند غيره كان مقبولا ولا يسمى بالسحر ، أو ليس هذا الدليل البسيط والمفهوم عند الناس كافيا لدحض شبهتهم؟
ولم يكتف موسى بهذا الدليل بل تابع مضيفا :