(وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ)
مؤكدا انه يرفض مهنة السحر ، بينما السحرة يفتخرون بها ، وهذا وحده كاف للدلالة على أنه غير ساحر ، ثم أن الساحر لا يبلغ أهدافه لأنه لا يتبع الحق ، بل يجري وراء مصالحه وتراه في صف الظالمين والطغاة ، ولا يتسم سلوكه الشخصي بالقيم الانسانية ، بل تجده عادة متوغلا في الرذائل المنبوذة عند الناس ، وبالتالي تجد الساحر بسبب مواقفه السياسية وسلوكه الشخصي مكروها عند الناس ، ولا يقدر على تحقيق أهدافه من أمامة الناس ، وقيادة المجتمع ، بينما الرسول يدعو الى فطرة الحق ، ويقف الى جانب المستضعفين ، ويطبّق تعاليم السماء في توجيه الناس الى الخير ، وسلوكه الشخصي سلوك مثالي ، مما يجعله قريبا الى قلوب الناس ، قريبا الى تحقيق أهدافه منتصرا سعيدا ، وهذا واضح للناس جميعا ، فالناس أنّى كانوا رأوا أو سمعوا المصلحين وفي طليعتهم الرسل ، وعرفوا السحرة انئذ يمكنهم أن يعرفوا الفرق بين هذين الطرازين من الناس ، بأدنى توجيه وتذكرة.
النخوة الجاهلية :
[٧٨] وحين زهق باطل الطغاة ، عاند القوم وأثاروا في الناس نخوة الجاهلية ، والخوف من الإصلاح.
(قالُوا أَ جِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا)
فنحن قوم متحضرون ذو وتقاليد قديمة كيف نؤمن بكم وأنتم ضدها؟!
(وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ)
فأنتما لستما من رسل الحق بل من طلاب المنصب ، وهذه تهمة مباشرة للشخص ، بينما موسى كان يوجه الحديث الى محتوى الرسالة ، وهذا التغيير هو من