انه لا اله الا الله ، بعد أن جاءه العذاب الأليم ، وناداه مناد هل تؤمن بعد أن عصيت الله وأفسدت في الأرض؟ ان الايمان لا ينفع الآن ، وان الله سوف ينجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وعبرة ، بيد أن كثيرا من الناس عن آيات الله غافلون.
ولقد هيأ الله لبني إسرائيل مقاما آمنا ، ورزقهم من الطيبات ، وما اختلفوا الّا من بعد أن جاءهم العلم ، فلم يقصّر الله سبحانه بحقهم ، وإن الله سوف يقضي بينهم يوم القيامة بالنسبة الى خلافاتهم.
بينات من الآيات :
ضرورة التجمع :
[٨٧] في بعض مراحل الصراع بين الإسلام والجاهلية ، تحتاج الفئة المؤمنة الى تجميع أفرادها في كتلة اجتماعية رصينة ، لكي يقاوموا الضغوط ولا يذوبوا في تيار الجاهلية الخادع ، ومن هنا أوحى الله الى موسى وهارون أن يبنيا لقومهما بيوتا مجتمعة الى بعضها ومتقابلة ، لمقاومة احتمالات الاعتداء ، وأن يقيموا الصلاة ، ويعطوا أمل الانتصار للناس.
(وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)
واقامة الصلاة تزيد التلاحم الرسالي كما تزيد روح المقاومة ، كما أن روح الأمل وانتظار الفرج تحافظ على مستوى النشاط والحيوية في الرساليين ، وفي تلك الأجواء المنغلقة كانت اقامة الصلاة والبشارة ضرورة هامة ، لكي لا يفقد المؤمنون روح النشاط والترابط.