ينفع المال شيئا ، ومع انتشار الأوبئة والأمراض السارية ، والجفاف وسوء الطقس لا ينفع المال شيئا ، ومع انتشار الإرهاب ، وتسلط الديكتاتورية ، والغلاء الفاحش لا ينفع المال شيئا ، وهكذا يفعل الله بمن لا يشكر نعمة المال فيسلب فائدته.
(وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ)
أي انزع اللين والانفتاح من قلوبهم حتى تصبح قلوبهم متحجرة ، ومنغلقة ، والتحجر يسبب فقدان العواطف والاحاسيس ، وبالتالي فقدان الترابط الاجتماعي بين أبناء الفئة الحاكمة ، كما أن الانغلاق يمنع التطوير والتقدم ، ويسبب الجمود على الأفكار السابقة ، وهكذا يزول حكم هؤلاء بسبب الشد على قلوبهم ، لأن السلطة التي عبّر عنها القرآن ـ فيما يبدو لي ـ بالزينة مستحيلة مع التفتت والجمود.
ومن أبرز مظاهر الجمود أن صاحبه لا يؤمن بالحقائق إلّا بعد فوات الأوان.
(فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ)
والسلطة المستمرة هي التي تحس بالتطورات القائمة وتحاول احتوائها ، وآل فرعون لم يؤمنوا بما حدث الّا بعد أن أدركهم الغرق.
استجابة الدعوة :
[٨٩] وكان ذلك بسبب دعاء موسى وهارون.
(قالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما)
ولكن هل الدعاء وحده كاف للقضاء على الجاهلية؟