الّا في لحظة الهلاك ، إلّا قوم يونس لما آمنوا كشف الله عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا وأعطاهم مهلة الى فترة محددة.
بينات من الآيات :
بين الشك واليقين :
[٩٤] لم يشك الرسول في صحة رسالة الله التي أنزلت اليه ، ولكن خشية الرسول كانت من عدم تطبيق الرسالة بسبب جحود الكفار ، وبسبب حكمة الله البالغة التي قد تقتضي تأجيل نصر الله لرسالته ، كما كانت خشية موسى (ع ) حين ألقى السحرة حبالهم فسحرت أعين الناس ، كانت خشيته آنئذ من أن تشاء حكمة الله الّا ينصر رسالته في تلك اللحظة فتنة للناس ، وابتلاء للرسول.
بيد أن هذا الشك وهذا الخوف يقل حينما نراجع التاريخ ، ونسأل الذين يقرءونه ، حيث ينصر ربنا سبحانه رسالته في لحظة الحرج وساعة العسرة.
(فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ)
ولا يعني السؤال هنا أن يذهب رسول الله أو المؤمنون به الى شخص مثل «عبد الله بن سلام» الذي آمن بالرسالة ، وكان عارفا بتاريخ الرسالات ، إنما جرى الحديث مجرى العموم ، أي مراجعة الخبراء والعارفين بالتاريخ من جميع الطوائف ، وطبيعي أن سؤالهم يؤيد الحقائق القرآنية ، ولكن بشرط أن يكونوا ثقاة ـ والثقة ـ شرط فطري وعقلي للعالم الذي يسأله الناس.
(لَقَدْ جاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ)
أي حين تراجع التاريخ وترى كيف نصر الله رسالاته آنئذ ابتعد عن الشك الى