لأن الشك قد يكون بسبب انعدام العلم ، وهذا مفروض على البشر وموجود بسبب عجز البشر الطبيعي ، ولكن قد يكون الشك نابعا من الهوى واتباع الشهوات ، فكثير أولئك الذين يشكون في الحقائق ، لأنّهم قرّروا سلفا البقاء في شكهم ، ولأنهم لا يفكرون منطقيا ولا يبحثون عن المصادر السليمة للمعرفة ولأنهم بالتالي يخافون من مسئوليات العلم التي لا بد أن يتحملها كل عالم ، لذلك نهى ربنا عن أن يكون الفرد من الشاكين ، لأن الشك من عمل الإنسان.
كيف تخسر نفسك؟
[٩٥] كما أن الكفر والأيمان من عمل الإنسان ، لذلك نهى القرآن من أن يكون الفرد مكذبا بآيات الله ، بأن يتخذ موقفا سلبيا مسبقا من كل دليل علمي يدل على الحقيقة.
(وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخاسِرِينَ)
ولماذا يكذب الفرد بالحق ، أو ليس من أجل مصالحه وشهواته؟! ولكن عليه أن يعرف أن التكذيب بالحق يسبب له خسارة نفسه ومصيره.
[٩٦] والسؤال الذي يفرض نفسه لماذا يسبب الفرد خسارة نفسه عن طريق تكذيبه بآيات الحقيقة؟
الجواب : أن فريقا من الناس يكذّبون بالحق بسبب سوء أعمالهم وسلوكهم ، فمن اعتاد الظلم ، ومارس الجرائم يطبع الله على قلبه حتى لا يؤمن ، الّا في وقت لا ينفعه ايمانه.
(إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ)