[٩٧] وعدم ايمان هذا الفريق من الناس ليس بسبب نقص في الآيات ، بل بسبب انغلاق أنفسهم دون نور الايمان.
(وَلَوْ جاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ)
أجل انهم يؤمنون فقط حين يرون العذاب فلا ينفعهم ايمانهم.
(حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ)
التكذيب سنة اجتماعية :
[٩٨] يبقى أن نعرف أن ذلك ليس قدرا مقضيا عليهم بل سنة اجتماعية ، والفرق بين القدر والسنة ، أن القدر كطلوع الشمس من مشرقها في وقتها لا يخضع أبدا لارادة البشر ، بينما السنة كما الثورة ضد الظلم ، وسقوط الطاغوت ، قد يتقدم أو يتأخر ، أو حتى لا يقع إذا أراد الإنسان ، فقد لا يقرر الشعب المضطهد الثورة ضد جلاديه ، وقد يغير الطاغوت عاداته الظالمة في الوقت المناسب فيمدد في أجله ، وهكذا جحود الظالمين وكفر المكذبين بآيات الله ليس قدرا ، بل سنّة ، فمن الممكن عقلا أن يدور المرء مائة وثمانين درجة باتجاه الصلاح كما فعل قوم يونس ، ولكن لا يقع ذلك عادة بسبب تكبر الفاسقين وتعاليهم عن التوبة الّا بعد فوات الوقت.
(فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها)
أي لماذا لم يقدم هؤلاء ايمانهم في الوقت المناسب؟ لماذا لم يتب الطاغوت حين رأى تململا اجتماعيا ، بل أخذته العزة بالإثم ، حتى أصبح التململ ثورة عارمة؟ ولماذا لم يتب الشعب المتوغل في الفساد الخلقي ، وفي ظلم بعضهم لبعض ، حين رأوا قصا في الثمرات ، وتدهورا في الاقتصاد ، وفي الصحة العامة ، بل استمروا في غيّهم حتى أنهار اقتصادهم وصحتهم تماما؟!