دون حجاب ، فانه يوهب الايمان ، ولكن إذا قرّر الفرد عدم الايمان سلفا فكل الآيات والنذر لا تغنيه ولا تنفعه شيئا.
٤ ـ أن انتظار الكفار هو تحول الغيب الى شهود ، والحقيقة المبشر بها الى واقع قائم أمامهم ، مثل أن ينزل عليهم فعلا العذاب الذي يتوعدهم به الرسل ، وآنئذ لا ينفعهم الايمان كما لم ينفع الذين كذّبوا بالرسالات السابقة ، وانما نفع المؤمنين من قومهم الذين نجاهم الله ، وهذا وعد حق يقطعه الله على نفسه للمؤمنين عبر العصور أنه ينقذهم مما ينتظر الكفار من العذاب.
بينات من الآيات :
الأيمان مادة الاختبار :
[٩٩] لقد خلق الله الحياة ليختبر فيها الناس ، وجعل مادة الاختبار الايمان ، وقد منح ربنا للبشر حرية القرار فيما يخص الايمان ، وكان بإمكان ربنا القدير أن يهب الإنسان نعمة الايمان بمثل ما وهب له نعمة العين ، وأضاء له النهار ، ولكنه لم يفعل ، فعلينا الّا نحاول إجبار الناس على الايمان.
(وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَ فَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)
أي هل أنت تضغط عليهم باستمرار حتى يصبحوا مؤمنين ، فهذا أمر يتنافى مع حكمة الاختبار في الدنيا ، وهو لا يمكن عمليا لأنه بعيد عن سنة الحرية التي قرّرها الله للبشرية.
الأيمان ومشيئة الله :
[١٠٠] ثم ان الايمان ليس كأي عمل آخر يقوم به البشر ، بل ان جانبا منه