أسفل الوادي بينما أعداؤهم في أعلاه.
(إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ)
العدوة شفير الوادي ـ وللوادي شفيران ادنى وأقصى. بينما العير الذي كان يحمل تجارة قريش كان أسفل من الجمعين ، حيث كان على بعد ثلاثة أيام من ارض المعركة اي على شاطئ البحر الأحمر.
لقد كانت الحرب مفاجئة بالنسبة الى المسلمين في بدر ، حيث كان الهدف الاصلي للحملة فك الحصار الذي فرضه الكفار على المسلمين ، ولو ان المسلمين كانوا يعلمون أنّه بدل القافلة المحملة بأنواع السلع الضرورية لمجتمع محاصر سوف يلقون الف محارب مجّهز وهم زهاء ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا لم يكتمل تجهيزهم للمعركة. لو كانوا يعلمون ذلك إذا تخلفوا عن المعركة.
(وَلَوْ تَواعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعادِ)
ولكن الله هو الذي قدّر الحرب لحكمة بالغة.
(وَلكِنْ لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً)
بين القضاء والقدر فرق هو ان القدر : هو ما يسنه الله للكون من انظمة ، بينما القضاء هو تنفيذ تلك السنن أو تدخل مباشر للغيب لتغيير مجرى الأقدار. وكانت هزيمة الكفار من قضاء الله في تلك الفترة ، بينما قدر الله كان يقضي بهذه الهزيمة بالتالي.
(لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ)
بعد الانتصار الساحق للامة على اعدائها في حرب بدر ، تحقق انتشار الرسالة