وإذا حدث هذا في بدر بصورة مجسدة كما جاء في حديث مأثور ، فان ذلك انما هو مثل ظاهر لواقع الكفار مع من يخدعهم من شياطين الجن والانس ، والنكوص على العقب هو العودة قهقرى.
وقد يكون الشيطان الغاوي أولئك الضعفاء المنهزمون نفسيا ، الذين يتزلفون الى قادة العدو للحصول على المكاسب ، وعادة ما يكون هؤلاء أشد تطرفا من غيرهم في طرح الشعارات والتهديدات ، ولكنهم أول المنهزمين الذين يبررون هزيمتهم بمعرفتهم بأمور لا يراها الآخرون.
[٤٩] في الجانب الاسلامي توجد أيضا عناصر ضعيفة مثل المنافقين الذين يرون مبادرة المؤمنين بالقتال نوعا من الغرور الذي يدفعهم اليه دينهم الجديد ، وايمانهم بفكرة الرسالة.
(إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هؤُلاءِ دِينُهُمْ)
والمرض قد يكون النفاق وقد يكون الخوف والرهبة من العدو.
ونسي هؤلاء ان الكفار يفقدون قدرة التوكل على الله ومدى ما في التوكل من بعث الروح الرسالية المندفعة.
(وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَإِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)