لأنفسهم.
[٥٥] ويستخلص السياق القرآني الفكرة الاصيلة لهذا الدرس وهي : ان مقياس الصلاح والفساد عند الله في البشر هو الايمان والكفر ، وليس أيّ شيء آخر ، وانه أسوأ الناس بل شر الأحياء الكافر.
(إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)
فالكافر الذي تاب. الى ربّه وآمن ليس شر ما يدب ويتحرك على الأرض ، بل الذي بقي مستمرا على كفره وضلاله برغم وجود نور في قلبه يهديه الى الحق.
[٥٦] ولكن يبقى سؤال : لماذا يهبط الكافر الى هذا الحضيض الأسفل عند الله؟
الجواب :
اولا : لان الكافر لا عهد له ، فهو لا يحترم نفسه ولا الآخرين ، ويلغي بذلك دوره في الحياة ويصبح كأنه لا وجود له ولا حضور في المجتمع ، فتراه يعاهدك ثم ينقض عهده معك ، ثم يعود يعاهدك فيخالف عهده مرة اخرى.
ثانيا : انه لا يلتزم ببرنامج الرسالة ، بل لا يتعهد بمسؤولية.
(الَّذِينَ عاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ)