الجبت والطاغوت ، وأنعم عليهم الصحة بسبب استقامتهم على الفطرة الاولية التي خلقهم بها ، وأنعم عليهم بنعمة الراحة النفسية بسبب مكارم الأخلاق وسلامة السلوك والتربية.
(حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ)
اي يبدلوا صفات الخير المتعلقة بأنفسهم الى صفات السوء.
(وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
يسمع ما في ظاهر المجتمعات ، ويعلم ما في صدورهم.
[٥٤] مثلا : سنة الله في آل فرعون كيف ان ربنا أنعم عليهم بالأمن والرفاه وجنات تجري من تحتها الأنهار ، حتى طغوا وبدلوا صفة وعلاقة التعاون بينهم الى علاقة الاستغلال ، وصفة النشاط في عمل الصالح الى صفة التواني أو المبادرة في عمل الفساد وهكذا فبدل الله نعمه وأرسل عليهم الطوفان فدمر مدنيتهم ، وأرسل عليهم القمل والدم والضفادع ، بدل الثمرات والأرزاق وأرسل عليهم رياح الثورة فاقتلعت جذورهم ورماهم ربهم في البحر.
(كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ)
اي بحجج الله وبيناته ورسالاته البليغة التي وضحت لهم برنامج الحياة السعيدة.
(فَأَهْلَكْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كانُوا ظالِمِينَ)
ومن دون الظلم الذاتي وقيامهم بما يستوجب العقاب إذا لم يكن ربنا الودود يأخذهم بهذه العقوبة الشديدة ، يبدو من كلمة (كل ) ان جميع المغرقين كانوا ظالمين