ومن أبناء أبي العباس العنبريّ : الشيخ أميرك الكاتب (١) ، وأخوه الشيخ أبو نصر الكاتب ، والشيخ أبو القاسم الكاتب ، وقد وجد ثلاثتهم الحظوة والمكانة في عهد المحموديين ، وللشيخ أميرك الكاتب ، وهو أبو الحسن أحمد بن محمد البيهقيّ الملقب بأميرك ، وأخوه أبو نصر ، ضياع وممتلكات كثيرة ببيهق.
والشيخ أميرك هو الذي بنى القصر الذي جعله الأجل الشهيد حسين البيهقيّ اليوم مدرسة ، وكان قصره فيما مضى :
إنّ آثارهم تدلّ عليهم |
|
فانظروا بعدهم إلى الآثار |
وكان الشيخ أميرك قد حمى قلعة ترمذ من السلاجقة خمسة عشر عاما ، فلما انقطع أمل الخراسانيّيين من المحموديين سلم قلعة ترمذ إلى ملك الملوك جغري (٢) ؛ فعرض عليه جغري وزارته ، فقال : لن أخدم من كان فيما مضى مأمورا مطيعا لي ، ثم أنشأ قائلا هذا البيت :
فيا ليتكم لم تعرفوني وليتني |
|
تسلّيت عنكم لا عليّ ولا ليا |
__________________
(١) المتوفى سنة ٤٤٨ ه كما سيذكر المؤلف ، وهو من كبار رجال بلاط مسعود الغزنويّ (تاريخ البيهقيّ ، ٧١٩). أما أخوه أبو نصر فقد ذكره أبو الفضل البيهقيّ ضمن وقائع عهد مسعود سنة ٤٢٦ ه ووصفه ب «صاحب بريد الري» (ص ٤٩٨). ونرجح أن أخاه أبا القاسم هو الذي كان يدعى «صاحب بريد بلخ» في بلاط مسعود وقد توفي سنة ٤٣٠ ه (تاريخ البيهقيّ ، ٦١٧). نشير إلى أن مجموعة لا بأس بها لرسائل أميرك الكاتب قد وردت في تاريخ البيهقيّ ، فلتراجع هناك.
(٢) جغري بك داود بن ميكائيل بن سليمان من الحكام السلاجقة ، توفي سنة ٤٥١ وقيل ٤٥٢ ه (مجمل فصيحي ، ٢ / ١٦٢ ـ ١٧٥ ؛ عن تخلي الشيخ أميرك عن قلعة ترمذ وبقية الوقائع ، انظر : أخبار الدولة السّلجوقيّة ، ٢٧).