إلى دمشق ، توفي رحمهالله تعالى في شعبان سنة أربعين وسبعمائة ، ودفن عند أخيه بمقبرة الصوفية. ثم وليها بعده قاضي القضاة ابن جملة. قال ابن كثير في سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة وفي يوم الأحد ثالث عشر شوال : حدّث بالأتابكية قاضي القضاة ابن جملة عن محيي الدين بن جهبل ، تولى قضاء طرابلس ، وحضره القضاة وأكابر المدرسين والعلماء. وقال ابن البرزالي : ثم درس بها قاضي القضاة شهاب الدين بن المجد مع الغزالية والعادلية مع بقاء الاقبالية عليه انتهى.
وقال ابن كثير : في سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة وفي ثاني يوم من ذي الحجة درّس صدر الدين ابن قاضي القضاة جلال الدين القزويني بالأتابكية وأخوه الخطيب بدر الدين في الغزالية والعادلية نيابة عن أبيهما قاضي القضاة أي قاضي الشام بعد وفاة ابن المجد انتهى. ثم درّس بها الشيخ الامام الفقيه ، المحدّث ، المفسر ، المقرئ ، الأصوليّ ، المتكلم ، النحويّ ، اللغويّ ، الحكيم ، المنطقيّ ، الجدليّ ، الخلافيّ ، العطار شيخ الاسلام ، قاضي القضاة ، تقيّ الدين أبو الحسن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام يوسف بن موسى بن تمام الأنصاري الخزرجي السبكي ، ولد بسبك من أعمال المنوفية في مستهل صفر سنة ثلاث وثمانين وستمائة ، وحفظ التنبيه ، وقدم القاهرة ، فعرض على القاضي تقي الدين ابن بنت الأعز (١) وتفقه في صغره على والده ، ثم على جماعة ، آخرهم ابن الرفعة (٢) ، وأخذ التفسير عن علم الدين العراقي ، وقرأ القراآت على الشيخ تقي الدين الصائغ (٣) ، والحديث على الحافظ الدمياطي ، والأصلين وسائر المعقولات على علاء الدين الباجي (٤) ، والمنطق والخلاف على سيف الدين البغدادي ، والنحو على الشيخ أبي حيان ، وصحب في التصوف الشيخ تاج الدين بن عطاء الله (٥) ، وسمع الحديث من الجمّ الغفير ، ورحل الكثير ،
__________________
(١) ابن كثير ١٣ : ٣٦٧.
(٢) شذرات الذهب ٦ : ٢٢.
(٣) شذرات الذهب ٦ : ٦٩.
(٤) شذرات الذهب ٦ : ٣٤.
(٥) شذرات الذهب ٦ : ١٩.