وفيات الأعيان. وسمعها عليه ، وتفقه بالشيخ تاج الدين الفزاري وعلى أخيه شرف الدين في النحو ، وكان له يد في الإنشاء وحسن العبارة ، ودرّس بالعادلية الصغرى سنة اثنتين وثمانين ، وبالأمينية سنة تسعين ، وبالغزالية سنة أربع وتسعين وولي قضاء العساكر في دولة العادل كتبغا ، ثم ولي قضاء الشام سنة اثنتين وسبعمائة بعد ابن جماعة حين طلب للقضاء بمصر بعد ابن دقيق العيد ، ثم أضيف إليه مشيخة الشيوخ مع تدريس العادلية والغزالية والأتابكية وكلها مناصب دنيوية انسلخ منها وانسلخت منه ، ومضى عنها وتركها لغيره ، وأكبر أمنيته بعد وفاته أنه لم يكن تولاها ، وهي متاع قليل من حبيب مفارق ، وكان رئيسا محتشما ، وقورا كريما ، جميل الأخلاق ، معظما عند الولاة والسلطان. توفي فجأة ببستانه بالسهم ليلة الخميس سادس عشر شهر ربيع الأول ، وصلي عليه بالجامع المظفري ، وحضر جنازته نائب السلطان والقضاة والأمراء والأعيان ، وكانت جنازته حافلة ، ودفن بتربتهم بالركنية انتهى.
وقال الذهبي في مختصر تاريخ الاسلام : ومات قاضي دمشق ورئيسها نجم الدين بن صصري الشافعي في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة عن ثمان وستين سنة ، يروي عن الرشيد العطار حضورا وعن ابن عبد الدائم انتهى. ثم درّس بها بعد [ه] قاضي القضاة جمال الدين الزرعي (١) انتهى. قال ابن كثير في سنة ست وعشرين وسبعمائة : وفي ذي القعدة سافر القاضي جمال الدين الزرعي من الأتابكية إلى مصر ، ونزل عن تدريسها لمحيي الدين بن جهبل انتهى. وهو الشيخ العالم محيي الدين أبو الفداء إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن طاهر بن نصر بن جهبل أخو الشيخ شهاب (٢) الدين ، مولده بدمشق سنة ست وستين وستمائة ، واشتغل وحصل وأفتى ودرس بالأتابكية هذه ، وسمع من جماعة وحدث ، سمع منه البرزالي ، وخرّج له مشيخة وحدّث بها ، وناب في الحكم بدمشق ، وولي قضاء طرابلس مدة ثم عزل عنها ، وعاد
__________________
(١) شذرات الذهب ٦ : ١٠٧.
(٢) شذرات الذهب ٦ : ١٠٤.