المجمل لابن عبد الهادي كتب منه قطعة ، وردّ على مواضع مهمة للأسنوي ، وعلى مواضع من الألغاز له ، وجمع فوائد في علوم متعددة في كراريس متعددة سماه (جمع المفترق) ، وكتابا سماه (الدارس من أخبار المدارس) يذكر فيه ترجمة الواقف وما شرطه ، وتراجم من درّس بالمدرسة إلى آخر وقت ، وهو كتاب نفيس يدل على اطلاع كثير ، وقد احترق غالبه في وقعة التتار ، وقد وقفت على كراريس منه محرقة ، وكتب هذا التاريخ الذي تذيل ، وقد درّس بالظبيانية في حياة والده وأشياخه في ذي القعدة سنة أربع وسبعين ، وأعاد بالعصرونية والدماغية ثم بعد ذلك أعاد بالشامية البرانية والتقوية في حياة والده أيضا ، ثم بالأمينية والرواحية والعذراوية ودرّس بالشامية البرانية والعذراوية نيابة ، وناب للقاضي شهاب القرشي ، ثم تغير وأخذ من القضاء ، وبعد الفتنة درّس بالحسامية الجوانية والأتابكية والشامية البرانية ، وولي الخطابة ومشيخة الشيوخ مرتين ، ثم ترك نيابة القضاء وانجمع على العبادة والإنشاء والاشتغال ، انتهى كلام تلميذه الأسدي في تاريخه ، ثم ترك بياضا. ثم إن ابن حجي المذكور نزل عن نصف تدريس هذه المدرسة للقاضي شمس الدين الأخنائي.
قال الشيخ تقي الدين الأسدي في رابع ذي الحجة سنة أربع عشرة : درّس قاضي القضاة شمس الدين الأخنائي بالمدرسة الأتابكية في النصف الذي أخذه من شيخنا شهاب الدين بن حجي. وقال في سنة أربع وعشرين استطرادا : ثم نزل الشيخ شهاب الدين بن حجي للقاضي الأخنائي عن النصف الآخر مع غيره من الوظائف في مرض موته. والقاضي الأخنائي هذا هو قاضي القضاة شمس الدين أبو عبد الله محمد ابن القاضي تاج الدين محمد بن فخر الدين عثمان الأخنائي الشافعي ، مولده سنة سبع وخمسين وسبعمائة ، وتنقل في قضاء البر ، وولي قضاء الركب في سنة سبع وثمانين وسبعمائة مرتين من ابن جماعة بشفاعة الأمير جبرائيل ، وكان قاضي زرع انتقل إليه من الرجعة في شهر رجب سنة ست وثمانين وسبعمائة ، ثم ولي قضاء غزة. ثم في ذي القعدة