سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة ناب في القضاء بدمشق عن القاضي شهاب الدين الباعوني (١) ، ونزل له شهاب الدين بن الظاهري عن قضاء العسكر في ذي الحجة من السنة ، ودرّس بالظاهرية الجوانية نزل له عنه القاضي علاء الدين الكركي كاتب السر ، وكان قد أخذه عن ابن الشهيد (٢) ، وولي وكالة بيت المال أيضا ، ثم ناب للقاضي علاء الدين بن أبي البقاء لما ولي القضاء في جمادى الآخرة سنة ست وتسعين وسبعمائة ، ثم ولي نظر الجيش بدمشق عوضا عن القاضي شمس الدين بن مشكور في شهر رمضان سنة ست وتسعين وسبعمائة ، وبذل عليه مالا كثيرا فلم يمش حاله فيه ، ولم تحسن مباشرته ، فعزل عنه بعد ثمانية أشهر ، وعاد إلى نيابة القضاء ووكالة بيت المال. ثم ولي قضاء حلب في جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين وسبعمائة ، ونزل عن المدرسة الظاهرية لتاج الدين بن الشهيد ، ثم عزل من قضاء حلب في شهر رجب سنة تسع وتسعين وسبعمائة ، ثم ولي قضاء دمشق والخطابة والمشيخة وما يضاف إلى ذلك من التداريس والأنظار في جمادى الأولى سنة ثمانمائة ، ثم عزل في شعبان سنة إحدى وثمانمائة ، ثم أعيد في ذي الحجة منها ، وفي سنة اثنتين وثمانمائة عزل من مصر بالقاضي شرف الدين مسعود ، ثم أعيد في شعبان من غير أن يباشر مسعود ، توفي رحمهالله تعالى ليلة الجمعة سابع عشر شهر رجب سنة ست عشرة وثمانمائة ، وصلي عليه من الغد بالجامع الأموي ، ولم أعلم أين دفن. ولما مات الأخنائي هذا استقر في تدريس هذه المدرسة كاتب سرّ نوروز ، ناصر الدين البصروي ، فلما ذهبت أيام نوروز أخذه القاضي ناصر الدين بن البارزي لولده كمال الدين (٣).
قال الأسدي في ذيله في جمادى الآخرة سنة سبع عشرة وثمانمائة : وفي يوم الأحد تاسعه درّس الفاضل نور الدين بن قوام بالمدرسة الأتابكية نيابة عن ابن كاتب السر كمال الدين بن البارزي ، وحضر عنده قاضي القضاة ، والشيخ
__________________
(١) شذرات الذهب ٧ : ١١٨.
(٢) شذرات الذهب ٦ : ٣٦٤.
(٣) شذرات الذهب ٧ : ٢٩٠.