للشيخ شرف الدين قاسم العلائي الحنفي ، ثم نزل عنه الشيخ شرف الدين لكاتبه وولده ، وأما الإقراء بالمكانين المذكورين ، فإنه بيد فخر الدين بن الصلف تلقاه عن شرف الدين صدقة الضرير ، وأخبرني ولده ان مولد والده سنة إحدى وخمسين وان مولد ولده سنة إحدى وثمانين ، وكان ذهاب الشيخ شمس الدين إلى بلاد الروم سنة سبع وتسعين ، وفي جمادى الآخرة من سنة تسع وعشرين يوم الأحد خامسه حضر شهاب الدين احمد ابن الشيخ شمس الدين بن الجزري بالمدرسة الأتابكية انتهى. ثم قال : وفي آخر ليلة الثلاثاء سابعه توجه الشيخ شمس الدين بن الجزري المقرئ إلى بلاد العجم إلى القآن مردي شاه روخ بن تمرلنك انتهى.
قال الشيخ تقي الدين : وفي شهر ربيع الآخر سنة سبع وعشرين وثمانمائة وفي يوم الاثنين ثامن عشريه وصل الشيخ شمس الدين بن الجزري المقرئ إلى البلاد بعد غيبته في بلاد الروم والعجم نحو ثلاثين سنة ، قال : ولم أتعلم التركي ولا العجمي لأني لم أقم هناك يوما واحدا بنية الإقامة ، بل في كل يوم عزمي التحول ، وكان قد حصل له وجاهة عظيمة في بلاد الروم عند تمرلنك ، ثم ولي قضاء شيراز واستقر بها ، وله دنيا متسعة انتهى. ثم قال : وفي شعبان سنة إحدى وثلاثين ، وفي يوم الاثنين تاسع الشهر وصل القاضي كمال الدين ابن القاضي ناصر الدين البارزي إلى دمشق متوليا كتابة السر ، وخلع عليه بلاسه انتهى. ثم قال : في ذي القعدة منها في يوم الأحد ثالثه درس القاضي كمال الدين ابن البارزي كاتب السر في المدرسة الأتابكية ، وكان قد استعادها من ابن الجزري بمرسوم بحكم انها كانت لهم ، ودرّس في قوله تعالى : (وَلَمَّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ وَجَدُوا بِضاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ) الآية ، وكنت أنا أسدّها عن ابن الجزري رحمهالله تعالى من حين سفره إلى الآن انتهى.