وثمانمائة وفي أواخر هذا الشهر قدم شخص من اقارب ابن البارزي ، وقد نزل له كمال الدين بن البارزي عن تدريس الأتابكية ونظرها ثم قال : في جمادى الأولى سنة تسع وعشرين وثمانمائة وفي يوم الاثنين خامس عشريه دخل من مصر الشيخ شمس الدين بن الجزري المقرئ وعليه خلعة ، ومعه ولده شهاب الدين أبو الخير احمد ، وهو متوجه إلى مردي شاه روخ (١) بن تمرلنك التتري في رسالته ، وكان قاصد تمرلنك (٢) ، قد وصل إلى مصر من قبله بأيام ، وكان بعد سفره من دمشق إلى مصر في شهر رجب سنة سبع وعشرين ، حصل له بمصر إكرام ، وحجّ وتوجه إلى اليمن في متجر ثم عاد ، وحجّ ثانيا ورجع إلى مصر ومعه متجر له ، ثم جاء في هذا الوقت وجاء معه نزول لولده شهاب الدين من أخيه فتح الدين مثبوت بتدريس المدرسة الأتابكية. ومرسوم ببقية الجهات التي كانت للشيخ شمس الدين قديما ، ثم انتقلت إلى ولده فتح الدين ، منها : مشيخة الاقراء بأم الصالح وبالعادلية ، وتصدير بالجامع الأموي ، وكان ولده فتح الدين قد نزل عن تدريس الأتابكية ونظرها والتصدير بالجامع وغير ذلك للشيخ شهاب الدين بن حجي ، والاقراء بأم الصالح والعادلية للشيخ صدقة (٣) المقرئ ، وذلك قبيل وفاته في صفر سنة أربع عشرة. ثم ان الشيخ في مرض موته نزل عن تدريس الأتابكية ونظرها مع غيرها للقاضي شمس الدين الأخنائي بعوض ، فلما توفي الأخنائي استقرّ فيها البصروي كاتب سرّ نوروز ، فلما زالت أيام نوروز استقر القاضي ناصر الدين البصروي ، ثم انه نزل عنها لابن عمه ناصر الدين بن هبة الله واستمرت بيده ، يجيء من حماة يباشرها ويتولى قسم بلدها ثم يرجع إلى حماة ، فجاء شهاب الدين ابن الشيخ شمس الدين في هذا الوقت ومعه تفويض من أخيه بها مثبوت ، وكان التصدير قد نزل عنه الشيخ شهاب الدين بن حجي لأخيه قاضي القضاة نجم الدين ، ثم نزل عنه القاضي نجم الدين
__________________
(١) شذرات الذهب ٧ : ٢٦٩.
(٢) شذرات الذهب ٧ : ٦٢.
(٣) شذرات الذهب ٧ : ١٧٠.