وولي أسد الدين وزارة مصر ، فأقام خمسة وستين يوما ، وتوفي في جمادى الآخرة بالقاهرة ، ثم نقل إلى المدينة النبوية ـ على الحالّ بها أفضل الصلاة والسلام ـ بوصية منه رحمهالله تعالى ، وكانت الفرنج تهابه وتخافه ، وأقطعه نور الدين (١) الرحبة وحمص مع ماله من الأقطاع ، وإليه تنسب المدرسة الأسدية بالشرف القبلي والخانقاه داخل باب الجابية انتهى.
وقال ابن كثير في سنة اربع وستين وستمائة : وفيها قدم ولد الخليفة المستعصم بن المستنصر الناصر العباسي واسمه علي إلى دمشق ، وانزل بالدار الأسدية تجاه المدرسة العزيزية ، وقد كان أسيرا في أيدي التتار انتهى. وقال الأسدي : في سنة أربع عشرة وثمانمائة في صفر منها توفيت زوجة القاضي نجم الدين بن حجي ام ولده مطعونة بالمدرسة الأسدية ظاهر دمشق ، وصلي عليها بجامع تنكز ، ودفنت بطرف مقبرة الصوفية عند رجلي الشيخ تقي الدين بن الصلاح ، وشيعها القضاة والعلماء وغيرهم.
وقال : في سنة ثمان عشرة في صفر منها في عاشره كان كتاب بهاء الدين محمد ولد قاضي القضاة نجم الدين بن حجي بالمدرسة الأسدية ، وكان والده ضعيفا ، وقال فيها : في شهر ربيع الآخر في يوم الاثنين ثالث عشريه لبس قاضي القضاة نجم الدين بن حجي خلعة. إلى أن قال : ثم ذهب إلى بيته تجاه المدرسة الأسدية البرانية ، وجاءته الناس يهنئونه انتهى. ودرّس بها جماعة منهم العز القرشي ، قال الأسدي في تاريخه سنة خمس عشرة وستمائة : عمر بن عبد العزيز بن حسن بن علي بن محمد بن محمد بن علي القرشي الدمشقي الفقيه أبو الخطاب الشافعي ، سمع من الخشوعي وجماعة ، وولي قضاء حمص مدة ، ثم استعفى وردّ إلى دمشق ، ودرّس بالأسدية التي على الميدان ، ومات رحمهالله تعالى قبل الكهولة ، وهو والد المعين (٢) المحدث ، توفي رحمهالله تعالى في جمادى الآخرة ، انتهى. ومنهم الركن البجلي.
__________________
(١) شذرات الذهب ٤ : ٢٢٨.
(٢) شذرات الذهب ٥ : ٣١٢.