القضاة شهاب الدين أحمد الباعوني (١) الشافعي في شعبان سنة ثمان وستين وثمانمائة وذكر في خطبته فضل بناء المساجد ثم خطب بها صاحبنا العالم علاء الدين علي بن يوسف بن علي بن أحمد البصروي (٢) الشافعي إلى سنة تسعين وتولى إمامتها صاحبنا العالم عبد الصمد الجبرتي الحنفي ثم توفي فتولاها ابن معروف الجبرتي (٣) وشرط الواقف النظر في ذلك لنفسه ثم لذريته ، ثم نصف النظر لحاجب دمشق كائنا من كان ، والنصف الآخر للامام ، وشرط قراءة البخاري في الثلاثة أشهر ، وشرط في الخطيب أن يكون شافعي المذهب ، وفي الامام أن يكون من الطائفة المباركة الجبرتية ، وأن يكون حنفيا وأن يكون معه عشرة فقراء من جنسه يقريهم القرآن الحكيم ، وجعل للإمام في المكان المذكور قاعة لسكنه وعياله ، وجعل للفقراء خلاوي عدة عشرة فإن لم يوجد الإمام من الجبرتية الحنفية فيمانيا فإن لم يوجد فحجازيا فإن لم يوجد فآفاقيا ، وجعل للمنارة عدة سنة مؤذنين ، وجعل قيما وبوابا وفراشا وجابيا للوقف ، وبنى أيضا تجاه المكان المذكور بشرق مكتبا لأيتام عشرة بشيخ يقريهم القرآن العظيم ، بمعاليم شرطها لهم معلومة تصرف عليهم من جهات عديدة منها : عدة قرى غربي مدينة بيروت تحت يد أمير الغرب بالعين المعجمة تعرف هذه القرى بالصابونية ومنها جميع قرية مديرى بالغوطة من المرج الشمالي ومنها قرية ترحيم بالبقاع عدة فدان ونصف فدان ومنها بقرية الصويرة أربعة فدادين ومنها القرعون في البقاع ربعها. ومنها بقرية كحيل بحوران عدد ستة فدادين. ومنها بقرية الخيارة قبلي دمشق عدة فدان ونصف فدان. ومنها بقرية السبينة الغربية عدة فدان ونصف ومنها بقرية بيت الأبيار مزرعة تعرف بالسياف ومنها بقرية جرمانا ربع بستان ومنها بالوادي التحتاني بستان يعرف بالوثاب ومنها بقرية عين ترمابستان واحد ومنها بقرية سقبا عدة سبع قطع أرض
__________________
(١) يوسف بن احمد بن ناصر توفي سنة ٨٨٠ ه. شذرات الذهب ٧ : ٣٣٠.
(٢) العاتكي الدمشقي توفي سنة ٩٠٥ ه ، شذرات الذهب ٨ : ٢٧.
(٣) عمر بن معروف الجبرتي توفي سنة ٩٤٦. شذرات الذهب ٨ : ٢٦٦.